من المؤكد أن اختيار الرئيس محمد مرسي للسعودية لتكون أول وجهاته الخارجية عقب توليه المنصب لم يأت اعتباطا وإنما هو قرار سبقه تفكير عميق من جانب مستشاريه وجاء بناء على أسباب وجهية من وجهة نظرهم.
ومع سفر مرسي اليوم للسعودية في اول زيارة خارجية عقب فوزه بالرئاسة، هناك 3 قصص نتمني أن يرويها الرئيس لخادم الحرمين الشريفين في الجلسة المغلقة التي ستجمعهما سويا.
القصة الأولي
سيجلس مرسي بجانب خادم الحرمين بعد خروج جميع المساعدين والأمراء والدبلوماسين.. سيقترب منه أكثر ليحكي له قصة مستثمري شركة مصرية نصب عليهم رجل أعمال سعودي وتسبب فى وفاة بعضهم نتيجة الهم والحزن، وفقدان أخرين لكل ما يملكون.
سيوضح ''مرسي'' أن هناك شركة مقيدة بالبورصة المصرية تسمي أجواء للصناعات الغذائية، كان يملك معظم أسهمها رجل أعمال سعودي من أثري 10 رجال أعمال عرب يدعي محمد بن عبسي الجابر، قام ''بتأليف'' أخبار عن شركته، ونشر بيانات ومشروعات غير صحيحة، ليبيع أسهمه فى الشركة بأضعاف السعر الحقيقي لها لمستثمرين مصريين، ليهبط بعذ ذلك السعر من 17 جنيه إلى 3 جنيهات، متسببا فى خسائر فادحة للمصريين.
ورغم حصول هؤلاء المستثمرين على حكم قضائي يثبت تزوير ''الشيخ''، وقيامهم بعشرات الاجتماعات مع المسؤلين المصريين، وخروجهم فى كثير من الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات، وحصولهم على مئات الوعود، الإ أنهم حتي الان لم يحصلوا على حقوقهم الضائعة.
ولكن عندما تعرضت المشروعات والاستثمارات السعودية فى مصر لبعض العثرات، هاج المسؤلين المصريين قبل السعوديين، ليطالبوا بالحفاظ على حقوق السعوديين فى مصر، وحماية الاستثمارات العربية.
سيطلب مرسي بالتأكيد من خادم الحرمين أن يعيد للمستثمرين المصريين حقوقهم، وأن يجبر ''شيخه'' على أن يتفاوض مع المصريين وأن يشتري أسهمه بذات السعر الذي باعها به، لأن الحق أحق أن يتبع فهذا هو الاسلام الصحيح الذي تحرص عليه السعودية بالتأكيد.
القضة الثانية
سيقترب مرسي أكثر فأكثر من الملك.. سيتحدث معه فى أزمة المعتقلين المصريين بالسعودية، سيقول له أن هناك عشرات المصريين السجناء فى معتقلات الممللكة بدون توجيه أي اتهام بهم، أو باتهامات غير صحيحة ولا مبررة.
سيشرح مرسي للعاهلا لسعودي كيف ان هناك رابطة لأهالي المعتقلين، تضم عشرات المصريين الذين وثقوا فى المملكة وفى أن أبناءهم فى بلد عربي شقيق، وفى أن من حقهم السفر لبلد الحرمين الشريفين والعمل والجد للحصول على رزقهم الذي حلله الله لهم فى كل بقاع الأرض - أرضه عز وجل -.
سيحكي له عن قصة يوسف عشماوي، الشاب الذي ذهب للسعودية منذ سنوات ليعمل مبرمج حاس آلي هناك، وكيف انه بعد مشادة عادية مع موظف بوزارة الخارجية السعودية، تم القبض عليه وحبسه دون توجيه اتهام له.
سيوضح مرسي أن الشاب المحبوس منذ نحو 4 سنوات، والذي قضت إحدي المحاكم السعودية ببراءته دون أن يري النور بعد، من حقه أن يفرج عنه، سيروي له مأساة والده بطل أكتوبر، وخروج المتواصل فى تظاهرات ووقفات احتجاجية دون أن يصل لمبتغاه بأن يري ولده قبل أن يلقي ربه.
سيتحدث مرسي قطعا عن عشرات الحالات المشابهة واخرها قضية الجيزاوي، سينفي حديث القنصل المصري بالسعودية عن أن حتي اذا قامت المملكة باعتقال الاف المصريين لديها فأن هذا لن يؤثر علي العلاقات بين البلدين، سيعود مرسي بكرسيه للوراء عاقدا حاجبيه فى حزم قائلا أن كرامة مصري واحد كفيلة بتحديد العلاقة مع أي بلد مهما كان أهميتها لمصر، لأن مصر الثورة تهتم بكرامة أبناءها وتضعهم فوق أي مصالح أخري.
القصة الثالثة
سيرشتف الرئيس بعضا من القهوة الموجدة امامه، ويعود ليقترب من العاهل السعودي المنتبه لحديثه، ليبتسم ابتسامة هادئة فى وجهه وهو يربت على كتفه قائلا أن علاقتنا قديمة قدم العروبة والاسلام.
سيوضح له أن مصر وقفت بجانب السعودية كثيرا والتاريخ والأموال والمعونات وكسوة الكعبة التي كانت تخرج من مصر سنويا للمملكة شاهدة على ذلك، سيشرح له أن مصر لا تنتظر معونات يُروج لها اعلاميا، ولا ترغب فى مساعدات مالية ولا تسهيلات تصديرية،و إنما تسعي لعلاقات اقتصادية متوازنة مع شريك يعرف قدر شريكه وأهميته.
سيشرح مرسي لملك السعودية كيف أن الاستثمارات السعودية البالغة نحو 27 مليار ريال مهمة لمصر واقتصادها، وأن العمالة المصرية العاملة بالسعودية من أهم مصادر الدخل لجانب كبير من أهالي العاملين .
ولكنه سيدرك رافعا حاجبيه، بأن السعودية أيضا تربح وتستفيد من مصر اقتصاديا، فهناك الاف التاشيرات الخاصة بالحج والعمرة التي تفيد الاقتصاد السعودي، كيف أن الاستثمارات السعودية بمصر ُتربح رجال الاعمال السعوديين الكثير، فكلا الطرفين يستفيدان من بعضهما البعض كأي علاقة اقتصادية بين جانبيين، فلا داعي لحديث رجال دولة واقتصاديين سعوديين عن مساعدة المملكة لمصر وانتشالها من عثرتها الاقتصادية لأن خير مصر على كل العرب والتاريخ قد يكذب ويرواغ ولكنه لا ينسي أبدا الحقائق المسجلة الواضحة.
سينهض الرئيس المصري ليتبعه خادم الحرمين الشريفين، باسطا يديه إليه ليتبادلا السلام، قائلا، ''اننا نعرف جيدا أن السعودية لم تقف بجانب الثورة المصرية، ولديها تحفظات على امور كثيرة حدثت وستحدث، ونحن غير مهتمون برأيكم لأن هذا شان مصري خالص، ولكننا نريد ونسعي ونصر على علاقة ممتازة مع البلد الأكبر اقتصاديا والشريك الدائم لنا، ولكن - كاي علاقة ثنائية - علي كلا طرفيها أن يكون راغب فى استمرارها ويسعي لذلك، نحن كمصريين نمد يد التعاون، فهل أنتم أهلا لها؟''
No comments:
Post a Comment