السيد الرئيس.. عفوا مفيش وقت!

السيد رئيس الجمهورية، بناء على وعدك القاطع بإحداث فارق حقيقي في أول 100 يوم لتوليك مقاليد السلطة، ولأن المائة يوم هم '' يادوبك'' 3 أشهر و10 أيام، ولأن الأيام بتجري بسرعة واللي بيروح ما بيرجعش تاني، ولا دايم إلا وجه الله.. فننبه سيادتكم أن أول ستة أيام من الفترة المحددة قد مرت.

ستة أيام تلت حلفك لليمين، عقدت فيهم 25 اجتماعا منوعا، وهو جهد محمود، لكن دعني أتساءل كيف تصنع فارقا في مائة يوم ولم تشكل حكومتك بعد.. فحتى الآن لم تظهر حتى ملامح الحكومة المنتظرة، فلا يدري أحد إن كانت حكومة إخوانية أم ائتلافية.. ويظهر أن الحكومة ستأخذ اليسير من الوقت كي تتشكل ثم اليسير أيضا كي يستقر أعضاؤها في أماكنهم ويبدءون العمل.. والمدة كما حددتها أنت 100 يوم.

السيد الرئيس دعني أوجه لك بعض الانتقادات في أيامك الأولى.. ليس تربصا لا سمح الله، ولكن هذا هو دور الصحافة، التي يجب أن تنبه دائما للسلبيات، فأنت وأنا وكل مصري يسعى لبناء مصر سيهتم بمعالجة السلبيات قبل الاطراء على الإيجابيات - خاصة في وقت عصيب كالذي نمر به.

في خطابك الأول أرسلت التحية لشعب مصر اسما اسما وقطاعا قطاعا، ولك التحية، ولكن اعذرني فلم أبتلع أبدا إرسال التحية لسائقي التوك توك والباعة الجائلين.. ليس تقليلا من شأنهم والعياذ بالله.. فهم من قامت الثورة من أجل أن يحظوا بالعدالة الاجتماعية وكرامة العيش، وهم الفئة الأكثر تعرضا للظلم في المجتمع المصري، ولكن..حين يوجه رئيس الجمهورية تحية لهذا القطاع فهو يعترف بأهمية وجوده.. وهو ما أخشاه ويخشاه الكثيرون.. من حق هؤلاء المهمشين أن يجدوا فرص عمل حقيقية تسهم في رفع مستواهم المعيشي ونهضة الاقتصاد المصري، أما أن يستمر هؤلاء في مهن الاقتصاد الطفيلي فهي طامة كفيلة بنسف أول أهداف الثورة.. فهذا الاقتصاد الطفيلي لا يحقق لهم عيشا كريما ولا يتسبب إلا في إرهاق البلاد اقتصاديا.. دعني أذكرك سيدي الرئيس أن مجلس الشعب السابق الذي كان يمثل فيه حزبك '' الحرية والعدالة '' أغلبية البرلمان، كان قد أصدر قرارا بإلغاء التوك توك.

سيدي الرئيس.. لا أدري سببا لتناقض مواقفك وتصريحاتك في الفترة الماضية، ففي الوقت الذي أكدت فيه على احترام أحكام القضاء في المحكمة الدستورية العليا، ثم خرجت منها إلى جامعة القاهرة لتعلن تعهدك بعودة مجلس الشعب مرة أخرى، قبل أن تقوم بتكريم رموز المحكمة الدستورية.

وفي حين أكدت على مدنية الدولة وشددت عليها في أكثر من مناسبة، نقل عنك الشيخ السلفي محمد حسين يعقوب قولك بأن الشيعة أخطر من اليهود.. وهو قطر من غيث تناقضات أظهرها حديثكم في مناسبات مختلفة في الأيام الماضية.

السيد الرئيس.. عذرا فلم يساعدني أداءكم في أيما الرئاسة الأولى  لأن أضع فاصلا بين تناقضات تصريحاتك وسياسة جماعة ''الإخوان المسلمون'' التي نشأتم في كنفها، الجماعة التي تعتمد في سياسة تصريحاتها على هذا التناقض الدائم.

أخيرا أود أن أذكر فخامتكم أنكم قطعتم على أنفسكم 64 وعدا في المائة يوم الأولى..ومرت ستة أيام ولم تحقق وعدا واحدا..بعض الشباب قاموا بإنشاء موقع يحمل اسم '' مرسي ميتر '' لقياس إداءك خلال المئة يوم الأولى.. يعني احنا مركزين قوي فخامتك.

سيادة الرئيس '' إنجز '' مفيش وقت.