رغم انه لم يكمل بضعة ايام بالحكم الا أنه تعرض للعديد من المواقف التي تمثل سقطات خلال خطاباته القليلة، فقد ذكر الدكتور محمد مرسي تصريحا حول قضية عمر عبد الرحمن والوعد بالافراج عنه وهو ما عقبت عليه سلبا الادارة الامريكية.
وتلا هذا أيضا تصريحه حول عودة المجالس المنتخبة واعترض الدستوريون حول تلك التصريحات فكيف لرئيس منتخب أن لا يحترم حكم نافذ للدستورية العليا، وأيضا كان الموقف الاخير الذي تعرض له شيخ الازهر حيث عدم احترامه خلال احتفالية جامعة القاهرة وهو ما أعتذر عنه الرئيس، وبالاضافة لذلك قيامه بحلف القسم الجمهوري ثلاث مرات بالدستورية العليا وبميدان التحرير وبجامعة القاهرة.
كل تلك السقطات سعي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية والشخصيات الاخوانية القريبة من الرئيس لتجميلها، فهل تؤثر تلك السقطات على مستقبل الرئيس وماذا يجب عليه خلال تصريحاته المقبلة.
في البداية يؤكد الكاتب الصحفي نبيل زكي ان الرئيس قام خلال الايام الاولي من حكمه بالعديد من السقطات التي كان يجب ان يتداركها فكيف له ان يعد بعودة الشيخ عمر عبد الرحمن وهو يعلم جيدا ان هذا الامر يتعرض للقضاء الامريكي المستقل ولا دخل للادارة المصرية او الامريكية به، وكذلك حديثه عن عودة المجالس المنتخبة فهذا ايضا يعد مساسا بالسلطة القضائية المستقلة فحكم الدستورية العليا نافذ ولا يجوز الحديث او المساس به، وتعددت المواقف بعدها مثل كثرة المتحدثين من قبل جماعة الاخوان المسلمين وكأنهم هم من يحكمون البلاد وليس مرسي وكان الاولي بهم كما أعلن استقالته من رئاسة الحزب وكونه رئيسا لكل المصريين ان يثبت ذلك من البلاد بأن يعمل داخل مؤسسات الدولة مستقلا عن جماعة الاخوان المسلمين، وكذلك موقف الرئاسة مع شيخ الازهر الذي أثبت ان الرئيس تعامل مع المؤسسة العريقة من منطلق "اخواني".
وطالب "زكي" الرئيس بالتأني وان يستعين بمستشاريه قبل الاعلان عن قرارات فلا يمكن أن يقال على تعهدات الرئيس كلها بأنها جاءت من باب الرغبة الطيبة، فلقد أصبح رجل دولة ولكن ما يحدث يشعرنا وكأننا مازلنا بمرحلة الانتخابات الرئاسية حيث الكلام المعسول ولهذا على الرئيس أن ينتبه أن مرحلة الكلام أنتهت وبدأ العمل بالفعل.
ويؤكد السعيد كامل، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، أن ما وقع به الرئيس محمد مرسي يمثل بالفعل سقطات ولعل السبب الرئيسي ورائها أن مرسي لم يخلع عباءة الاخوان المسلمين حتى الان فقد تعود الحديث دفاعا عن مصالح الاخوان المسلمين، وذلك لان الاخوان لم يتعودوا ان يكونوا في موضع السلطة ولكنهم ظلوا على مدار 80 عاما في صفوف المعارضة وبالتالي كانوا يقولون الكثير ويوعودون بالاكثر دون تنفيذ ويهاجمون جميع الاطراف من اجل اللعب بمشاعر المواطنين، وللاسف الرئيس المنتخب لكل المصريين لم يعتاد الحديث بعيدا عن الاخوان المسلمين، لهذا وقع في تلك السقطات التي لا تعبر عن مسؤلية حاكم، لهذا عليه توخي الحذر والخروج من عباءة الاخوان المسلمين لان الشعب المصري سيرفض الوعود دون التنفيذ.
ويعترض الدكتور رشاد بيومي، عضو مكتب الارشاد لجماعة الاخوان المسلمين، ان ماحدث من امور أحدثت "سوء تفاهم" فهي لم تكن سقطات فالبفعل كانت نية الرئيس طيبة في كافة التصريحات ولكن يقرر ذلك وكان الامر عبارة عن وعود بالسعي والمحاولة لتحقيق تلك الامور، ولكن الجميع يحاول ان يتصيد الاخطاء من اجل فشل مشروع الرئيس المنتخب وأثبات عدم قدرته على ادارة البلاد، والاعلام هو الذي يحاول أثبات ذلك بالوقوف على مثل تلك الامور.
وبالمثل يرى عادل عفيفي، رئيس حزب الاصالة، ان ماحدث من قبل الولايات المتحدة تعقيبا على الافراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن امر طبيعي ولكن حديث الرئيس كان مجرد وعود بمحاولة الافراج عنه، وبالنسبة لمجلس الشعب فكان القصد من ورائه انه سيتم البحث عن وسيلة قانونية من اجل عودة مجلس الشعب من خلال انتخاب الثلث المختلف حوله، وانتقاد الدستوريين له لا يعبر سوى عن اختلافهم المستمر، وعلينا ان نعطي الرئيس فرصة ولا نهاجمه فهو يحاول ارضاء الجميع وراحتهم وللاسف هم يختلفون حول انفسهم فكيف لهم أن يتفقوا على مواقف الرئيس.
No comments:
Post a Comment