عاصفة اجتاحت برلمان الثورة ''كما أطلق على أول مجلس شعب بعد ثورة 25 يناير الذي تم حله بحكم من المحكمة الدستورية العليا والذي كان يغلب عليه تيار الإسلام السياسي وتحديدا الإخوان المسلمين'' ، هذه العاصفة بدأت بدعوة ناشطين اللواء عمر سليمان مدير المخابرات السابق ''والذي وافته المنية أمس'' للترشح على منصب رئيس الجمهورية ، لدرجة أن الإخوان أقروا قانون العزل خصيصا لمواجهته وحرمانه من الترشح.
الخوف ذاته أكد مدى ضعف أعضاء الجماعة أمام قوة سليمان .. أشعر بخفقان قلوب أعضاء الجماعة بقيادة محمد بديع وصولا لأصغر عضو من البوح بأى معلومات قد تطيح بشعبيتهم التى تعتمد فى الأساس على التعاطف الديني والدعاية الدينية واللعب على الوتر الذي يغلب على المصريين وتر الدين.
وسليمان هو رئيس المخابرات والصندوق الأسود لجماعة الإخوان المسلمين الذي يعلم بكل تفاصيل صفقاتهم وأنشطتهم محليا داخل مصر وإقليميا بالوطن العربي ودوليا أيضا ، وتمويلهم .. الأمر الذي يجعلهم يهلعون حال علمهم بالترشح.
ورغم أن نائب رئيس الجمهورية السابق ، لم يعط الترشح اهتماما ورفض حتى الساعات الأخيرة ولم يستجب إلا بالضغط الشعبي الذي أحتشد أمام منزله لإجباره على الترشح ، وهذه هي أول مرة تحدث فى التاريخ أن يحتشد المناصرين لإجبار من يناصروه على الترشح رغما عنه فقط لرغبتهم فيه قائدا ، أو ربما لثقتهم فى قدرته على إدارة شئون مصر فى وقت عصيب.
الظروف حالت دون ترشحه ، وحالت دون إقرار قانون العزل ، لكن يبقى الهلع من ظهوره على السطح مرة أخرى ، لخطوره ما يملكه من معلومات فهو ''الهاردديسك'' الذي يسع عليه معلومات دقيقة يصعب مواجهتها بفيرون فكان لزاما الخلاص منه.
وقد هاجم اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات السابق، ونائب الرئيس السابق حسنى مبارك ، جماعة الإخوان المسلمين وخرج عن صمته يوم 13 أبريل 2012 واتهم في تصريحات نشرتها جريدة الأهرام في عددها الجماعة بأنها'' مارست العمل المسلح حرقوا أقسام الشرطة ومرافق الدولة الحيوية '' ، وقال :''هؤلاء أى الإخوان مدربون ومسلحون على أعلى مستوى، ونجحوا في حرق مرافق الدولة والأقسام، وحين وجد مبارك إن البلد (هاتولع)، نقل السلطة للجيش عامود الخيمة الوحيد المتبقي في البلد بعد سقوط الشرطة والنظام''.
وأضاف فى تصريحاته أن الإخوان خطفوا الثورة من الشباب وكان لديهم غل وحقد شديدين وأرادوا الانتقام فقط وحرق البلد ولم أتصور علي الإطلاق حالة القلق الشديدة لدي الناس والشعور الداخلي بالاضطراب واليأس, فلقد وضعت شرطا بالغ الصعوبة لترشحي وهو جمع30 ألف توكيل من المواطنين في أقل من11 ساعة وكان الأمر أشبه بالمستحيل وانتظرت وأنا أضع في بطني بطيخة صيفي وقلت لن يستطيعوا جمع كل هذه التوكيلات ولن أترشح, ولكن شباب حملات تأييدي ومطالبتي بالترشح فعلتها ووقعت في الحفرة, وفوجئت بشعب مصر يقدم لي أكثر من60 ألف توكيل في ساعات وهنا كان قراري بالترشح نهائيا وحاسما, وأعلم أن هناك الكثيرين ممن يخشون إفشاء هذه الإسرار ولهذا يقاومون ترشحي بعنف وقريبا سأكشف العديد من الحقائق والأسرار أمام الشعب.
وتابع:'' للأسف منذ قيام الثورة التي خطفها الإخوان من شباب مصر لم أجد أي ديمقراطية تحققت بل وجدت عمليات إقصاء وانتقام وتشويه وكذب وتشويش, بخلاف معاناة المصريين من انفلات امني لم تشهده البلاد من قبل وسيستمر طالما لم تعد هيبة الدولة ونظامها, فحتى الآن لا يوجد سوي مجلس عسكري يدير متحملا ما لا يطيقه بشر وبرلمان غريب الشكل والمواطنون حائرون''.
وأضاف أن الإخوان نقضوا عهدهم ودفعوا بمرشحين للرئاسة للاستيلاء على السلطة من قمتها بمعني رئيس اخوان وحكومة اخوان وبرلمان اخوان وبالتالي يمكنهم اختراق كل مؤسسات الدولة لنصبح دولة دينية ، وناديت كثيرا بألا تحتوي مؤسسات الدولة علي صبغة دينية وخاصة من الإخوان وأن يتم بصفة دائمة السيطرة عليهم, حتى تستمر علاقتنا المنفتحة علي العالم وإلا ستصنف مصر مثل باكستان وأفغانستان التي يحكمها النظام الديني وتهرب منها دول العالم وتحجم علاقاتها معها وكأنها شخص مصاب بفيروس قاتل.
وأخطر ما كشه سليمان حينها قوله أنه تعرض لـمحاولة الاغتيال في 30 يناير 2011، وهي محاولة اغتيال منظمة نجا منها بأعجوبة ''حسب تصريخاته'' ، وتم تنفيذها بدقة على يد إرهابيين في ميدان الخليفة المأمون بمصر الجديدة بميدان الخليفة المأمون واستغل المجرمون الإنفلات الأمني وإقالة الحكومة وعدم تواجد الشرطة وعدم استكمال انتشار قوات الجيش.
ذهب عمر سليمان ولكن يبقى كلامه ، كأنه كان يتنبأ بما يحدث اليوم من محاولات للانقضاض على مقومات الدولة ، والانتقاص من استقلال القضاء والتعدي على الأحكام وعدم تنفيذها الصندوق الأسود لجماعة الإخوان المسلمين التى أصبحت تسيطر على مؤسسة الرئاسة ومجلس الشورى لتشكل الحكومة وتمسك بزمام الأمور فى مصر.
No comments:
Post a Comment