أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في مصر، في يوم الأحد الموافق 24-6-2012، نهاية حقبة تاريخية مهمة وبداية حقبة تحمل لمصر الكثير من التحديات الخطيرة، حينما أعُلن أن الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة هو الفائز بمنصب رئيس الجمهورية المصرية الثانية، فكيف يتعامل مرسي مع المنصب الجديد؟.
وماذا كانت ملامح خطواته الأولى في تاريخ مصر الأجدد؟.
في أقل من شهر ألقى مرسي بصفته رئيسًا للجمهورية أكثر من كلمة؛ بدأها بكلمة فور توليه السلطة تعهد فيها بالحفاظ على أمن مصر، وبأن يكون رئيسًا لكل المصريين، يقف على مسافة واحدة من الجميع، وأقر بأن الشعب هو المصدر الحقيقي للسلطات، وتعهد بالالتزام بالتعهدات التي قطعها على نفسه أمام الشعب؛ من تحقيق لمطالب ثورة 25 يناير.
وتلى ذلك الخطاب ثلاث كلمات له ألقاها يوم أداءه اليمين الدستوري؛ كلمة في المحكمة الدستورية أشاد فيها بدور ومكانة القضاة، وكلمة بجامعة القاهرة، وأخرى في ميدان التحرير أعلن فيها أن ميدان التحرير هو الشرعية الحقيقية في مصر بعد الثورة، ووُصف خطابه في الميدان بأنه استقواء بالشعب على المجلس العسكري، ولكنه بعد ذلك توجه لحفل ''الهايكستب''، وهناك أشاد بدور الجيش وقاداته، بشكل جعل كثيرون يرون شئ من التناقض في خطابته المتعددة التي ألقاها في أقل من شهر.
وزاد ذلك الأحساس قرار الرئيس مرسي بعودة مجلس الشعب المنحل، وذكره البعض بتعهده بأن يقف على مسافة واحدة من الجميع، ورأى كثيرون أن في قراره انحياز لفريق دون آخر وتحديًا لقرار المحكمة الدستورية التي أعلنت من قبل حل البرلمان لعدم دستورية انتخاباته.
وكانت هذه الفترة التي تلت قرار الرئيس بعودة البرلمان فترة توتر بين مؤسسات الدولة انتهت بقرار من المحكمة الدستورية بإلغاء قرار الرئيس وتأكيد حل المجلس، واستجاب الرئيس لقرار الدستورية وأعلن التزامه.
وما أن هدأت الأمور حتى أعتمد مرسي قانون تحصين اللجنة التأسيسية، الأمر الذي يعتقد بأنه يوتر الأوضاع ثانية بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية.
وبالنظر لسير الأمور في مصر إلى الآن، فإن هناك أراء ترى في خطة مرسي للـ100 يوم الأولى شئ من الدعاية الرئاسية فقط، فلا تزال شوارع الجمهورية تتكدس بالقمامة، ولايزال الأمن غائبًا، ولا تزال العدالة الاجتماعية مفقودة بشكل كبير، ولعل حادث قطار البدرشين يشهد على أن الأوضاع في مصر أمامها الكثير حتى تتحسن.
لهذا ينتقد كثيرون كثرة خطابات الرئيس وحضوره للعديد من حفلات تخرج الكليات العسكرية، بينما خطة الـ100 يوم لم تشهد تقدمًا ملحوظًا بالقياس إلى كمية الكلمات التي ألقاها أمام أكثر من جهة رسمية وغير رسمية.
فهل تنجح خطة الـ100يوم بعد أن مر منها 17 يوما كاملة؟ أم يبقى الوضع على ما هو عليه؟
المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
No comments:
Post a Comment