Saturday, 14 July 2012

مصير ''مرسي'' بعد المائة يوم الأولى


تعهد الرئيس المنتخب محمد مرسي بالسعي لتنفيذ عدة محاور أساسية خلال المائة يوم الأولى من توليه منصبه، وهي: إصلاح المرور، وتوفير الأمن، والنظافة، والاحتياجات الأساسية كالخبز والطاقة؛ تلك المحاور أضحت سلاحا على رقبة الرئيس الجديد.
لهذا يحاول مؤيدو الرئيس مساعدته على تنفيذها، خاصة في ظل عدم وجود مجلس الشعب بعد حله قضائيا، بينما يسعى المعارضون لتعبئة الجماهير ضده حال فشل أو تعثر في تنفيذ ما قطعه على نفسه من وعود.
ولكن ما هو مصير الرئيس بعد مائة يوم سواء نجح أو فشل في تنفيذ وعوده، وهل استمرار الرئيس بمنصبه أصبح مرهونا بمرور المائة يوم أم أن شرعية الرئيس واستمراره ليست مرهونة بتحقيق وعود المائة يوم، ''مصراوي'' حاول رصد أراء وتوقعات بعض السياسيين حول ذلك الأمر.

''الرئيس لايملك عصا سحرية''

يقول اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، ''هذا الحديث غير صحيح؛ فكيف يمكن أن نرهن وجود وشرعية رئيس منتخب بمجموعة وعود من الصعب والمحال تنفيذها في تلك المدة القصيرة جدا''،
وأضاف مسلم أن عدم تنفيذها لا يعني بالضرورة عدم قدرته على إدارة شئون البلاد أو عجزه عن مهام العمل كرئيس، بل على النقيض من الطبيعي ان يواجه الرئيس مشاكل وعراقيل تعوق تنفيذ ما وعد به''.
ولفت إلى أن الشعب المصري لا يستعجل تحقيق مطالبه لأنه يعلم جيدا أن تلك مشاكل متراكمة عبر سنوات النظام السابق، والرئيس لا يملك عصا سحرية لحلها في لمح البصر.
وأوضح أن المشكلة تكمن في القوى السياسية والإعلامية المعارضة التي تسعى لإشعال الحرب ضد الرئيس من الآن وكلما يمر يوم يتحدثون عن ما حققه وما لم يحققه.
وأشار اللواء مسلم إلى أن الشعب المصري صبر ثلاثين عاما على نظام مبارك، وأيضا على الحكم العسكري، كما عانت البلاد ويلات ذلك وتدهور وضعها الاقتصادي، ولهذا على الشعب معاونة الرئيس والتريث عليه لحين تحقيق ما وعد به''.
وزاد بأن الصراعات السياسية تعرقل تشكيل الحكومة التي ستكون النواة لبدء تنفيذ برنامج المائة يوم، على حد قوله.

انتظار وترقب ومراقبة

أما الدكتور علي لطفي، رئيس الوزراء الأسبق، فقال إنه مما لاشك فيه ان المواطنين ينتظرون بفارغ الصبر ويترقبون ويراقبون وتراقب آلية تنفيذ ما وعد به الرئيس المنتخب خلال برنامجه الانتخابي وانتخبه المصريون على أساسه''.
ولفت إلى أن الإعلام له دور في هذا؛ فقد صنع داخل كل مواطن مصري ''مراقب'' للرئيس، موضحا أنه أن المائة يوم مدة غير كافية على الإطلاق لحل مشاكل صعبة للغاية كالمرور والأمن والنظافة والخبر والطاقة.
وقال لطفي إن على الرئيس أن يسعى لتعديل خطابه الجماهيري من خلال التلميح بأنه يسعى أن يشعر المواطن بتغير إيجابي في تلك المشاكل، لأن حلها يحتاج لسنوات، فمثلا مشكلة المرور بحاجة لتعديل القانون ومجلس الشعب معطل، وهذا ينطبق على المشاكل الأخرى.
وأكد أن الشعب قد يفقد الثقة في الرئيس، حينما لا ينفذ وعوده، وهذا يخلق حالة من الذمر والعصيان والقلق من سياسة الرئيس، أو من عدم قدرته على  حكم البلاد أو الوفاء بما قطعه على نفسه من وعود.
وقال الدكتور علي لطفي إن ''المعارضة قد تستغل ذلك الامر لتغذية روح العصيان ضد الرئيس، وهذا بالطبع سيؤثر على انتخابات الشعب القادمة وشعبية الاخوان وربما انتخابات الرئاسة إذا نص الدستور الجديد على عدم التمديد للرئيس الحال''.
وطالب لطفي الشعب المصري بأن يتخلص من مما اسماه مفهوم ''الشعب يريد''، وتغييره إلى ''الشعب يشارك ويعمل''، بمعنى مساعدة الرئيس، مشيرا إلى أن هناك مشاكل متعلقة بسلوك المواطن كالمرور والنظافة.
ولفت أيضا إلى الإعلام ودوره في مساعدة الرئيس في تنفيذ وعوده.

القوى السياسية لن ترحم الرئيس

الناشط اليساري عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الاشتراكي، قال إن القوى السياسية المؤيد منها أو المعارض لن ترحم الرئيس حال تقاعس عن تحقيق مطالب المائة يوم، والتي سيتحدد خلالها قدرة مرسي على إدارة البلاد.
وأوضح شكر أن الرئيس لو نجح فسينال رضا الشارع والقوى الشعبية ستقف في صفه بما يمكنه مواجهة المجلس العسكري وخططه، وكذلك ربما الترشح لفترة رئاسية أخرى، فضلا عن الترحيب بحكم الإخوان.
وأضاف: ''لكن إذا لم يحقق وعوده؛ فسينفذ صبر المواطن الذي انتخب رئيس يحقق له مطالبه، وبالتالي سيكون ذلك بداية لعصيان على ضد حكم مرسي''.
وأكمل: ''لا يمكن الحكم الآن أذا كان الأمر سيصل لإقالته او عزله، ولهذا على الرئيس البدء والعمل بروح جديدة من خلال تشكيل حكومة جادة وإطلاع المواطن على كافة المستجدات ليكون على علم بالصعاب والعراقيل حتى لا يصبح الرئيس كبش فداء لسياسات آخرين''.

No comments:

Post a Comment