Wednesday 4 July 2012

المصيف .. حلم ممنوع فى أولى أيام مرسى الرئيس


رتبط فصل الصيف في اذهان الكثيرين بالحصول على إجازة طويلة وقضاء اوقات على أحد الشواطىء للترفيه والإستجمام وتجديد النشاط، إلا أن هذا المشهد التقليدى قد يشهد تغيراً جذرياً هذا العام للعديد من الأسباب.
ومن أبرز الاسباب التي غيرت المشهد هذا العام حلول شهر رمضان المبارك مبكراً عن العام الماضى بالإضافة إلى الإمتحانات والمشهد السياسى المزدحم بالتزامن مع إنتخاب الدكتور محمد مرسى كأول رئيس منتخب للبلاد فى أعقاب ثورة 25 يناير.
''مصراوى'' قام بجولة لإستطلاع آراء الناس  حول إمكانية ذهابهم إلى المصيف هذا العام خاصة بعدما إتفقت معظم التوجهات حول صعوبة ذلك بسبب ترشيد النفقات لغلاء الأسعار أو عدم مناسبة الوقت من الأساس.
كانت البداية مع أسامة عبد الحميد ''موظف'' والذى أكد على عدم قدرته على الذهاب للمصيف هذا العام بسبب قدوم شهر رمضان مبكراً هذا العام مشيراً إلا انه فضل توفير ما سينفقه من أموال خلال المصيف لشراء المستلزمات الخاصة بهذا الشهر الكريم والعيد.
وأضاف: الأسعار كل فترة تزداد وأنا لدىً ثلاث أبناء الأكبر أنتهى من أداء إمتحانات الثانوية العامة وبالطبع سيطرت الدروس على النصيب الأكبر من المال مشيراً إلى أنه سيحاول تعويض أولاده بالخروج لأى من الحدائق العامة كلما سمحت الظروف.
محمد عمر ''طالب جامعى'' قال الصيف بدون مصيف لا يصح مشيراً إلى حرصه الدائم على الذهاب إلى أحد الشواطىء كل عام.
وأضاف: منذ المرحلة الثانوية وأعتدت السفر مع الأصدقاء بعيداً عن العائلة خاصة وأن السفر معهم له مذاق آخر مشيراً إلى أن السفر ولو ليوم واحد مطلوب من أجل التغيير خاصة بعد فترة المذاكرة والإمتحانات.
وأوضح: ذهبت إلى الإسكندرية لمدة يومين عقب أداء الإمتحانات وأستعد للذهاب إليها مرة أخرى خلال الأسبوع المقبل قبل حلول شهر رمضان.
أحمد السيد '' مندوب مبيعات'' قال ظروف عملى لا تجعلنى قادراً على أخذ إجازات مشيراً إلى أن راتبه بالكاد يكفى مصروفه خاصة وأنه أستقل مادياً عن والديه.
وأضاف: الحالة السياسية فى البلاد شهدت زخماً أكثر من العام الماضى مشيراً إلى أن الأوضاع الحالية فى البلاد سيطرت على كافة الأمور فى حياتنا واعتقد أن المصيف بالنسبة للجميع رفاهية لا مكان لها.
وأختتم حديثه معرباً عن أمنياته فى إستقرار البلاد وأن يستطيع الرئيس مرسى إيجاد حلول سريعة للآزمات المتلاحقة والتى نعانى منها كشباب.
أما أمانى عبد اللطيف ''مهندسة'' قالت: أعتدت الذهاب مع أسرتى إلى المصيف من خلال الأماكن التى توفرها الشركة التى أعمل بها إلا أننا هذا العام لن نستطيع الذهاب بسبب قرب حلول موعد شهر رمضان.
وأضافت: الشركة بسبب غلاء الأسعار هذا الصيف وقصر الموسم رفعت بديها عن الدعم الذى كانت تدفعه مشيرة إلى أن تكلفة الرحلة هى وزوجها وأبنتيها الإثنين سيصبح تكلفته كبيرة للغاية.
وأوضحت: سنحاول تعويض ذلك ببعض النزهات هنا فى القاهرة مشيرة إلى أن الصيف هذا العام شديد الحرارة خاصة مع الرطوية العالية.
كريم عصام ''طالب جامعى'' قال سأسافر فى رمضان إلى الإسكندرية مشيراً إلى أنه قام بتجرية هذا الأمر العام الماضى دون أى مشكلة.
وأضاف: أقضى معظم الوقت فى الصباح على البحر قبل المغرب لأعود وقت الإفطار أتناول طعامى وأذهب لصلاة العشاء ثم التراويح ثم بعدها أسهر حتى السحور .
وأوضح: الظروف الأمنية فى البلاد تحسنت إلى حد ما عن العام الماضى مشيراً إلى أن هذا فى حد ذاته أمراً مشجعاً فى حد ذاته .
أما حاتم عادل'' محاسب'' قال تشاجرت مع زوجتى بسبب الخلاف على المصاريف الخاصة بالمصيف بالإضافة إلى رفضى بسبب الظروف الغير مستقرة للبلاد من مظاهرات واعتصامات  بينما زوجتي ترى أن من حقها والأولاد الاستجمام بعد موسم دراسي شاق ومرهق .
وأضاف: سأحاول الترفيه عن الأولاد برحلة إستجمام ليوم واحد فقط من خلال الذهاب مع أحد أصدقائى فى العمل مشيراً إلى أن ذلك أفضل مما لاشىء.
وأوضح: رمضان والإمتحانات والظروف السياسية الحالية فى البلاد جعلت الكثيرين يعزوفون عن الذهاب إلى المصيف مشيراً إلى أن السفر لفترة أطول من الممكن أن تكون فى إجازة عيد الفطر لحين إستقرار الأوضاع بشكل أكبر.
ومن جانبها قالت الدكتورة سناء بدوى أستاذ علم الإجتماع بجامعة القاهرة أن الحالة المزاجية لدى جموع المصريين عموماً تلعب دوراً فى الإقبال على الذهاب إلى المصايف وماشابه.
وأضافت: الإنشغال العام بالأحداث السياسية وغلاء الأسعار والإنفلات الأمنى الذى يظل هاجساً لدى الجميع كل هذه الأسباب تجعلهم يتراجعون عن الإهتمام بالسفر.
وأختتمت حديثها قائلة أن نشوب الخلافات بين الأزواج بينهما البعض أو بين الأبناء والوالدين بسبب رغبتهم فى تجديد الأجواء بعيداً عن الحياة التى تتسم بالروتين أمر طبيعى للغاية  مشيرة إلى أن الأولاد يرغبون فى الخروج من أجواء المذاكرة والإمتحانات المشحونة بالتوتر والقلق إلا أن الدعوى ترشيد النفقات بسبب حلول شهر رمضان وما يستلزمه من إحتياجات يجعل الآباء يتراجعون عن تلك الفكرة برمتها وهو أمر مقبول نوعاً ما بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة التى يعيشها الجميع.

No comments:

Post a Comment