قناة تلفزيونية أطلقت مع بداية شهر رمضان معلنة نفسها صوتاً للمنقبات في مصر، لكن بعض هؤلاء المنقبات على العكس، يرونها وسيلة لتشويهيهم وعزلهم عن مجتمعهم. DW عربية تستعرض وجهة نظر هؤلاء.
عندما تدق الساعة الثانية عشر ظهراً في نهار رمضان يختفي شعار قناة "الأمة" الإسلامية والتي تبث على القمر الصناعي نايل سات ليظهر شعار قناة جديدة لم يمر سوى أيام على إنطلاقها تسمى "ماريا". تلك القناة الجديدة والتي تستمر في البث على نفس تردد قناة الأمة فقط لمدة أربعة ساعات يومياً، عرفت نفسها كقناة للمنقبات فقط. محتوى البرامج، والتي يقدمها منقبات أيضاً بالطبع، لا يختلف كثيراً عن محتوى البرامج الدينية التي تذاع على قنوات دينية أخرى. فعلى قصص القرآن والنصائح والفتاوى الدينية وتعريفات للمصطلحات الدينية للأطفال تقوم البرامج المذاعة على هذه القناة. هذا التمييز الشكلي للقناة والمحتوى الذي لا يختلف كثيراً عن القنوات الأخرى أثار إستياء فصيل من المنقبات واللاتي رأين أن تلك القناة تعزز فكرة فصلهن عن المجتمع وتزيد الإحتقان ضدهن
لا أرى أي سبب لظهور تلك القناة"، بهذه الكلمات بدأت همت صفوت، محفظة القرآن الكريم المنقبة، حديثها لـDW عربية. وأضافت همت بانفعال: "تلك القناة ما هي إلا إهانة للمنقبات وتصورهم في حالة من لديه نقص ويسعى لتعويضه فنحن لسنا بحاجة لهذا الفصل عن المجتمع". ولا ترى همت مشكلة في ظهور المنقبات على شاشة التلفاز إلا أن تخصيص قناة لهن تراه ما هو إلا "تمييز كما لو كنا نقول للمجتمع أن المنقبات يعيشن في عالم آخر مختلف عن عالمكم".
بطبيعة عمل همت، تتعامل في يومها مع كثير من المنقبات والتي تقول لـDW عربية نقلاً عنهن: "الأغلبية منهن يرفضن تلك القناة من حيث المبدأ ويرونها لا تعبر عنا كمنقبات". وتعتقد همت أن الغرض من إقامة تلك القناة لا شيء سوى "الفرقعة الإعلامية" بغرض "إستغلال فضول الناس" لمشاهدة كيف للمنقبة أن تقدم برنامج على التلفاز وتحقيق ربح مادي. وأنهت همت حديثها لـDW عربية قائلة: "الفكرة فاشلة وتسيء للمنقبات ونحن لا نحتاج لقناة خصوصي تتحدث عنا".
ولم يختلف رأي إيمان السيد، ربة المنزل المنقبة، عما قالته همت. وتقول إيمان في بداية حديثها لـDW عربية: "مشكلتنا أن الناس دائماً ما يعتقدون أننا في عزلة عن الآخرين وأننا حالة شاذة وتلك القناة ما هي إلا تعزيز لفكرة العزلة". وتعتبر إيمان أن قناة "ماريا" سوف تساهم في إعطاء الفرصة لتشوية التيار الإسلامي والذي في رأيها يتم التربص به من قبل فئات كثيرة في المجتمع. وتقول إيمان في هذا الإطار في حوارها لـDW: "أي خطأ سيحدث على تلك القناة التي تنسب نفسها للمنقبات سوف يعمم على أنه فعل تقوم به كل المنقبات وعلى أساسه سيتعامل معنا المجتمع".
وعبرت إيمان لـDW عربية عن تفضيلها مشاهدة البرامج الدينية على القنوات المنوعة أو القنوات الدينية العادية الموجهة للمسلمين جميعاً وليس للمنقبات فقط. وتقول إيمان لـDW عربية: "لماذا كمنقبة يجب علي أن أتفرج على قناة ماريا لماذا لا أكون مثل الآخرين وأتفرج على كل القنوات فهذه دعوة للتمييز ضدنا وليست للتعبير عنا". وفي ختام حديثها لـDW عربية عبرت إيمان عن عدم إهتمامها كمنقبة بمشاهدة تلك القناة مجدداً.
"القناة تزيد الاحتقان الطائفي"
ومن نظرة إعلامية مهنية أعربت عندليب فهمي، عضو هيئة تدريس كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، لـDW عربية عن إندهاشها من فكرة القناة والتي اعتبرتها تنفيذا خاطئا لفكرة القنوات المتخصصة. وتساءلت عندليب في هذا النطاق في حوارها لـDW عربية: "ما معنى قناة للمنقبات، فهل هي لعرض مشاكل المنقبات أم هي قناة دعوة دينية أم ماذا؟". وتضيف عندليب: "القناة لا تشعر بأن لها هدف محدد".
من ناحية أخرى أيدت عندليب ما قالتاه همت وإيمان وأبدت إعتراضها على اسم القناة في حد ذاته والذي هو مستوحى من اسم ماريا القبطية زوجة النبي محمد والذي اختاره مؤسسو القناة لأن ماريا "حررها الإسلام من العبودية" على حد تعبيرهم. وتقول عندليب في هذا الشأن: "اختيار هذا الاسم على وجه التحديد يرسل رسالتين واحدة إلى غير المنقبات من المسلمين وتقول لهم انهم لا يطبقوا الإسلام الصحيح وترسل رسالة إلى المسيحيين مفادها أن الإسلام فقط يحررهم من العبودية". وتضيف عندليب "ذلك بالطبع يخلق إحتقانا طائفيا".
ولم تنكر عندليب حق المنقبات في التمثيل في الإعلام لكنها استنكرت أن تكون هناك قناة قائمة في حد ذاتها على المنقبات فقط قائلة لـDW عربية: "ذلك بالطبع يعزز فكرة التمييز والتي هي يجب أن تكون مرفوضة". وأنهت عندليب حديثها مع DW عربية بتحذير قائلة: "وجود مثل تلك القناة قد ينقل صورة خاطئة عن هذا الفصيل من المجتمع والذي سيرتبط به أي أخطاء تحدث من قبل القائمين على تلك القناة".
No comments:
Post a Comment