رغم التصريحات التي لا حصر لها والتي شددت فيها الجماعة على أنها تسعى للمشاركة لا المغالبة، إلا أن تصرفات الإخوان أكدت بما لا يدع مجالًا للشك، وبإقرار من عقدوا معهم العهود والاتفاقات، أنهم لا يسعون إلا لمصلحتهم فقط، وأن هدفهم – كما قال لي جمال البنا شقيق مؤسس الجماعة – السلطة ولا شيء غير السلطة.
آخر ما كُشف عنه من مسلسل ''خداع الإخوان'' ذلك الذي كتبه الناشط السياسي تقادم الخطيب، عن اتفاق ما يسمى بالجبهة الوطنية مع جماعة الإخوان المسلمين ومرشحها الرئاسي – الرئيس حاليا – قبل انتخابات جولة الإعادة بين مرسي وشفيق، على أن تؤيد الجبهة مرشح الإخوان.
تغريدات الخطيب، وهو عضو في الجمعية الوطنية للتغيير، وعضو حركة 9مارس لاستقلال الجامعة، توضح أن الجماعة نكصت بوعودها لتلك القوى والشخصيات السياسية التي اصطفت وراء مرسي.
بدأ الخطيب تغريدات بعرض الاتصالات التي قامت بها الجماعة عن طريق الدكتور محمد البلتاجي مع عدد من القوى والشخصيات السياسية من أجل الاتفاق حول تأييد الدكتور محمد مرسي في مواجهة شفيق، وأشار إلى ''وثيقة الفيرمونت'' التي اتفقوا عليها مع الإخوان قبل الاجتماع.
وعرض الخطيب للخلافات التي تخللت الاجتماع بسبب المحيطين بمرسي من ''رجال خيرت الشاطر''، إلَّا أنه نسى أن مرسي نفسه من رجال الشاطر، وقال بدى واضحًا أن رجال الشاطر يحاولون الالتفات على الأمور.
وسرد الخطيب الاتفاقات التي لم ينفذ مرسي ولا الإخوان أيًا منها، بداية بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل حتى اختيار الدكتور هشام قنديل لتشكيل الحكومة الجديدة، مرورًا بتشكيل الجمعية التأسيسية التي اتفق على أن تكون هناك مساع لتحقيق التوازن في تشكيلها، وزيارة السعودية كأول دولة خارجية يزورها مرسي وكذلك قرار عودة مجلس الشعب.
وأخذ تقادم يشرح في تغريداته كيف خالف الإخوان الاتفاقات وكيف أن ''رجال الشاطر'' يسيطرون على الأمور، فأشار مثلًا إلى تعيين المستشار محمد جاد الله مستشارًا قانونيًا لرئيس الجمهورية، وقال إن جاد الله صديق صدوق لأحمد منصور رجل خيرت الشاطر''.
الخداع الإخواني في هذه المرة كان بارعًا، ففي والوقت الذي نجحوا فيها في جذب تلك العناصر التي لا يشك أحد في وطنيتها، نجحوا أيضًا على ما يبدو في عقد اتفاق مع المجلس العسكري وظهر هذا واضحا في التزام مرسي بحلف اليمين أمام المحكمة الدستورية بما يعني اعترافًا بالإعلان المكمل الذي نصت ''وثيقة الفيرمونت'' على إسقاطه بالتظاهر، إلا أن الإخوان كانوا أول من انسحبوا من الميدان.
هذا بخلاف لجنة الأزمات التي تم الاتفاق عليها ولم ترى النور حتى الآن، والغريب في الأمر ما ذكره الخطيب من تصريح للدكتور العريان بأنه لا يعرف بأمر هذه اللجنة. وشخص بحجم ومنصب العريان في جماعة الإخوان لا يعرف بما تم الاتفاق عليه يوحي بأن ما تم في هذه الاجتماعات ما هو إلا اتفاقات ''فض مجالس ليس إلا''.
وحوى هذا اتفاق فندق ''الفيرمونت'' على ستة وعود، عددها الناشط وائل غنيم في تعليق كتبه على موقع التواصل فيسبوك؛ حيث تمثلت في التأكيد على الشراكة الوطنية والمشروع الوطني الجامع الذي يعبر عن أهداف الثورة وعن كافة أطياف، ومكونات المجتمع المصري ويمثل فيها المرأة والأقباط والشباب، وأن يضم الفريق الرئاسي وحكومة الإنقاذ الوطني كافة التيارات الوطنية ويكون رئيس هذه الحكومة شخصيةً وطنيةً مستقلة، تكوين فريق إدارة أزمة يشمل رموز وطنية للتعامل مع الوضع الحالي وضمان استكمال إجراءات تسليم السلطة للرئيس المنتخب وفريقه الرئاسي وحكومته بشكل كامل.
كما ضمَّت الوعود ''رفض الإعلان الدستوري المكمل والذي يؤسس لدولة عسكرية، ويسلب الرئيس صلاحياته ويستحوذ السلطة التشريعية، ورفض القرار الذي اتخذه المجلس العسكري بحل البرلمان الممثل للإرادة الشعبية، وكذلك رفض قرار تشكيل مجلس الدفاع الوطني، السعي لتحقيق التوازن في تشكيل الجمعية التأسيسية بما يضمن صياغة مشروع دستور لكل المصريين، الشفافية والوضوح مع الشعب في كل ما يّستجد من متغيرات تشهدها الساحة السياسية''.
''اتفاق الفيرمونت'' يضاف إلى مسلسل ''الخداع الإخواني''، المستمر منذ الثورة حتى الآن، للوصول إلى السلطة، بداية من الجلوس مع النظام السابق قبل سقوطه بأيام قليلة مرورا بانتخابات مجلس الشعب وإعلان عدم خوض انتخابات الرئاسة ثم التراجع، وتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور (1) و(2)، كل ذلك يؤكد أن الجماعة لا تبغي سوى مصلحتها ويطرح التساؤلات حول من أين تُحكم مصر ومن الحاكم الفعلي لها؟!
No comments:
Post a Comment