في تحدٍ جديد أمام الرئيس محمد مرسي، تزايدت الاعتصامات والاحتجاجات الفئوية، للمطالبة بتحسين الأجور ومستوي المعيشة، وتثبيت العمالة المؤقتة، وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، بعد أيام من بدأ ولاية أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير.
واعادت هذه الاحتجاجات الي الاذهان فترة ما بعد الثورة أثناء تولي حكومة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء السابق.
ويعول القائمون علي هذه الاعتصامات علي مرسي في حل مشاكلهم ، بينما يتوقع الخبراء صعوبة حل كل هذا الكم المتزايد من المطالب الفئوية في وقت واحد وسريع ، ليهدد ذلك استقرار البلاد باستمرار ضغط أصحاب هذه المطالب بالتصعيد، في حين انه لو نجح الدكتور مرسي في انهاء هذه الاعتصامات وتنفيذ المطالب يكون بذلك قد حفر اسمه منذ ذهب في قلوب المصريين .
ولعل أبرز هذه الاعتصامات الفئوية تلك التي انتقلت الي قصر الرئاسة بمنطقة العروبة بمصر الجديدة، حيث طاف المئات من المتظاهرين الشوارع المحيطة بمقر قصر العروبة للمطالبة بالافراج عن المعتقليين السياسيين بالسجون، وشارك فى المسيرة العديد من القوى والحركات السياسية لمطالبة الرئيس محمد مرسى بضرورة التدخل والافراج عن المعتقليين، في حين تواصل تظاهر المئات من عمال مصنع سيراميكا كليوباترا، فرع السويس، أمام القصر العروبة، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المتأخرة.
كما استمرت الاعتصامات والمظاهرات الفئوية في المحافظات ، فاضرب العشرات من موظفي وأطباء مستشفي الصحة النفسية ببنها عن العمل، مهددين بالدخول في اعتصام مفتوح داخل المستشفى، والإضراب عن الطعام، احتجاجا على تدني رواتبهم.
وفي المنوفية دخل أهالي قرية '' شما'' في اعتصام مفتوح ، نقطة الشرطة بالقرية ،علي خلفية احتراق أكثر من 5 محلات بالقرية ، مطالبين بضرورة عودة قوات الشرطة مرة أخري لتأمين القرية ضد البلطجية الذين تسببوا في أحداث مروعة لأهالي القرية راح ضحيتها 4 من أبنائهم .
كما واصل في الفيوم 18 من أفراد الأمن التابعين للمجلس القومي للشباب اعتصامهم داخل مركز التعليم المدني والمقام فى قرية شكشوك على ساحل بحيرة قارون، وأغلق المعتصمون باب المركز رافضين دخول مسئولي المركز احتجاجا على محاولة نقل تبعيتهم إلى شركة حراسة أخرى، وإنهاء عمل 6 منهم.
ووجه البدو نداء عاجل الي الرئيس مرسي من خلال اعتصام العشرات بالخيام امام ديوان عام محافظة جنوب سيناء، إحتجاجا على رفض المحافظة تخصيص أراضي لهم بشرم الشيخ وطور سيناء لتنفيذ مشروعات لهم، وطالبوا الرئيس بحل مشاكلهم بعد أن عانوا من التهميش في ظل حكم النظام السابق.
وبرزت مشكلة نقص وانقطاع مياه الشرب في بعض المناطق بالمحافظات من خلال اعتصام أهالي قرية منقريش التابعة لمركز بني سويف أمام ديوان عام المحافظة، احتجاجا على انقطاع مياه الشرب عن القرية لأكثر من شهرين.
كل ذلك يضع الرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين في محك المواجهة إما حل المشاكل الفئوية أو الخروج علينا بالتصريحات التطيبية للخواطر التي فهمها جيداً المواطنون ولن يرضون بها، فهل ينجح مرسي في مواجهة هذا التحدي؟
No comments:
Post a Comment