ربما يكون موقف معتاد لاغلبنا.. تعودنا عليه والفنا وتقببلنا الحياة معه ومع غيره..كالاف المواقف التى جعلتنا شعب وحكومة وقادة باردين لا نهتز لاشياء تقلب الدنيا وتقيل حكومات فى الدول الاخري.. ولكنه بالتأكيد يستحق ان يروى لرئيسنا الجديد.
هند فتاة شابة.. استيقظت من نومها وذهبت لتلقى تحياة الصباح على والدتها التى تعمل فى إحدى الهيئات الحكومية الرفيعة، لتجد الأخيرة فى حالة صحية حرجة، حاولت أن تستدرك الأمر بالطرق المنزلية المعتادة الأ أن الأمر ازداد تدهورا، بعد أن تتطور إلى أزمة قلبية.
تستطرد هند: ارتدينا ملابسنا على عجل وتوجهنا الى مستشفى القصر العينى الفرنسى التابع للتأمين الصحى لوالدتى، وبعد أن دخلنا الطوارئ وقاموا باجراء رسم قلبـ تبين وجود أزمة قلبية لوالدتى، تستلزم نقلها لغرفة العناية المركزة.
''ولكن .. وعند محاولتنا ادخالها، قال رئيس العناية المركزة الخاصة بحالات القلب، انه لا يوجد مكان لاستقبالنا، وان علينا الذهاب الى مستشفى اخرى!!''.
وتابعت هند: حاولنا اقناع المسؤول ان الحالة عاجلة وتتطلب تدخل سريع، كما أننا لا نعلم أي مستشفي أخر به اماكن خالية لاستقبالنا، الا انه كرر عدم وجود مكان خالى دون ان يحاول حتى ان يدلنا على مستشفلى اخرى يمكنها استقبال والدتى.
وتكمل: خرجناونحن لا نعلم اين نذهب.. اتصلت بمستشفيات كثيرة لنسأل عن وجود مكان لاستقبالنا بغرفة العناية المركزة، وكنا نتلقي نفس الرد من الجميع.. لا يوجد.
''ذهبنا إلى مستشفيات حكومية وخاصة.. ندخل الطوارئ ليروا رسم القلب المفزع لوالدتى ثم يصدمونا بعبارة لا يوجد سرير خالى، لنخرج ونحن فى قمة الغضب والحيرة والخوف على حياة والدتى''.
وتروي هند عن حالة كانت تواجه نفس الازمة فى نفس التوقيت، شخص فى الخمسين من عمره يحمل والده الذى تجوز الـ 70 عاما، والذى يعانى من جلطة فى المخ، يرافقهم فى محاولتهم الدؤوبة للعلاج، ومع كل مكان يذهبون اليه يجدون الرجل وهو يبكى ولا يعلم أين يذهب بوالده المريض المحتاج لتدخل عاجل.
تتابع الفتاة الشابة: ظللنا من الساعة الرابعة عصرا وحتى التاسعة مساء على نفس الحال، نبحث عن مستشفي لاستقبالنا دون جدوي، إلى أن ذهبنا لمستشفي قبطي خاص صغير، فقال المسؤول انه يمكنه استقبالنا، وبعد ان أجرى لوالدتى رسم قلب جديد، اكتشفنا أن الأزمة قد مرت، وأن حالتها قد تحسنت، الإ أنها بحاجة للمبيت فى المستشفي تحت الملاحظة.
ماذا لو استمرت الازمة وتطورت .. ماذا عن الاف الحالات التى تواجه نفس الأمر يوميا.. ماذا عن الرجل الذى كان يبكى ولا يعلم أين وكيف يعالج والده المريض.. ماذا حدث له؟.. لماذا لا يوجد نظام يعرف أهل المريض المسشتفيات التى يمكنها استقبالهم وعلاجهم..؟ كلها اسئلة تطرحا هند فى غضب وعصبية.
الموقف الذى تعرضت له هند، يواجهه الاف غيرها بشكل يومى، مع الفارق أن هذه الحالة كانت قادرة ماديا على الذهاب إلى أي مستشفي خاص لتلقى العلاج ودفع المقابل، ولكن ماذا عن من لا يملكون شئ، ماذا عن الـ 25% الذين تحت مستوي الفقر فى مصر؟.. هل الألم والمرض والموت هو مصيرهم المحتوم.
رسالتى إلى الرئيس محمد مرسي ورئيس وزراءه الجديد هشام قنديل الذى لازال يواصل مشاورته لاختيار حكومة جديدة، ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال انه مسؤول أمام الله عن تعثر دابة لو كانت الارض غير ممهدة، فالله سيحانه وتعالى لن يحاسبهم بعد مرور الـ 100 يوم التى حددها مرسي لتنفيذ برنامجه الانتخابي، فمنذ اللحظة التى تولى فيها مسؤولية رئاسة مصر وهو مسؤول عن حياة كل مصري فى الداخل والخارج.
يا سيادة الرئيس.. أهتم وتابع وأعمل.. فحساب المصريين بدأ منذ توليك المسؤولية.. والله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.
No comments:
Post a Comment